"لقد اخذوا كل شيء !"
لقد كان صعبا علينا بالفعل رؤية اولئك الأشخاص يفرغون القصر من اثاثه بقلة حيلة
"كله بسببك ، لو قبلتِ عرض المركيز لما خلصنا الى هذه الحال !"
استنشقت بعض الهواء محاولة تهدئة اعصابي كي لا انفجر ، ابتلعت تلك الكلمات اللاذعة المتزاحمة التي تنتظر الإشارة للخروج ..
كانت على وشك صفعي بالفعل إذ ارتفعت يدها قبل أن تصرخ بنا سارة بصوت مبحوح وعيون باكية قائلتا :
"توقف ، انتما تزيدان الطين بلة ولا تحلان المشكلة بالصراخ والشجار"
ما قالته صحيح ، لن ينفع الصراخ وإلقاء اللوم في شيء ، المركيز لن يرحمنا إن لم ندفع ما علينا من ديون ، علينا ايجاد حل
" ليلين أختي ، انا خائفة "
نطقت سارة بصوت مرتعش ، تشبثت بذراعي بقوة فور رؤيتها لذلك الهيكل الواقف و حوله مجموعة من الرجال ببذلاتهم السوداء
" المركيز !؟"
تلك الرجفة التي هزت كياني ، عجزت عن الوقوف ، كافحت بشدة للوقوف بإعتدال ، سحبت نفسا طويلا ثم ابتلعت ريقي بصعوبة ، انا اعلم جيدا ما سيحدث الآن ، ثلاث سيدات لديهن نسبة متفاوتة من الجمال ، وحدهن ، يحملن على كاهلهن ديون كبيرة ، هن بحاجة الى معجزة او شجرة تثمر اموالا لتسديد تلك الديون ، كما أن الشخص الذي هن مدينات له مجنون لا رحمة في قلبه .
" ألكساندر بنجامين بوربون "
همست ليلين بحنق شديد تتفرس ملامح الواقف امامها ، تلك النظرة الساخرة
" ليلين ، عزيزتي ، مر وقت طويل لم أرك فيه "
ابتسمت ملئ شدقيها ثم ردت و نظرات السخط والغضب لا تزال تخترق بها خاصته .
"وقت طويل ، فعلا ، هو كذلك ، سعادة المركيز "
نطقت بها مؤكدةً على كل كلمة قالتها خاصة كلماتها الأخيرة ، تراقب ذلك الشخص الذي راح يتردد جيئةً و ذهابا في ارجاء القاعة يتفحص جدرانها .
" أرى انك تبلين حسنا مقارنة بشخص سلبت منه جميع ممتلكاته ، لم تتغيرِ ابدا "
نظرت إليه من رأسه حتى أخمص قدميه بحنق ثم قالت بعد أن ضحكت ساخرة :
" رأيت الرغبة الشديدة في عينيك ما دفعني الى عدم الرضوخ "
سحب وسط غفلتها الشريط الاحمر الذي كانت تربط به شعرها الاسود الطويل لينسدل خلف ضهرها يغطي الجزء المكشوف منه ثم تراجع .
انتشل ذلك الدفتر من يدي الشخص الواقف بجانبه ثم رفعه نحو ليلين .
كنت على وشك السقوط ارضا ، لقد شعرت بالارض تدور حولي ، كاد قلبي يتوقف ، صفحات ذلك الدفتر ممتلئة تماما ، تلك الغصة التي سكنت حلقي ، انا حتى لا اعلم كيف ..
" كنت واثقة جدا قبل لحظات ، ليلين هل تحتاجين لكوب من المال ؟ لقد اصبح وجهك شاحبا عزيزتي" قال ساخر يراقب ردة فعلها .
اما عن اولئك الأشخاص ببذلاتهم السوداء فقد كانوا يحاولون كتم ضحكاتهم بصعوبة ، في حين كانت الشقيقتان الكبرى و الصغرى مصدومتين ، تمسكت سارة بثوب ليلين تحاول بجهد حبس شهقاتها اما روز فقد كانت ..
" سعادة المركيز يمكنك اخذ ليلين بدل الدين !"
" هل انت ليلين ؟! " بتر كلامها مقاطعا يرمقها بنظرة احتقار
" ع-عفوا !؟"
استنشق الهواء بغضب ثم رد بنبرة صوت عالية مؤكدا على كل كلمة يقولها
" قلت هل انت ليلين لتتخذي مثل هذا القرار ؟"
تفرس ملامحها بغضب ثم ضحك ساخر و أردف :
" انا أكره النساء الحمقاوات امثالك بشدة ، أشعر برغبة شديدة في خنقهن بيدي هاتين "
نظرته الدموية تلك جعلت انفاس روز تعلق في حلقها تأبى الصعود ما دفعها للتراجع و التزام الصمت
تراجع بنجامين نحو الخلف ، أراح ظهره ثم إلتفت نحو ليلين ، أشار بأصبعه نحوها
" أنتِ تعا- "
ابتلع ما كان على وشك قوله فور إقترابها منه ، نظرتها تلك
"سوف أعيدها ، أموالك ، فقط أعطني شهر واحدا كمهلة وسأدفعها كلها "
استقامت بكل شموخ ، رفعت رأسها ترمق ذلك الجالس بنظرات تحدي متشبعة بالكبرياء ، بدا و كأن لديها خطة ، كانت واثقة
كيف لها أن تكون بهذه الصلابة في مثل هذه الحال ، هي لا تملك شيء ، هذا واضح ، لماذا تصرين على المجابهة ليلين ، أنتِ ..
تعليقات
إرسال تعليق