الفصل الاول : ما خطب الوسيم ؟


  مرحبا جميعًا ، هل اشتقتم الي؟ ، ستقوم المحكمة بقيادة امي اليوم  بسحب حضانتي لهاتفي الى اجل غير معروف .. اعلم ، اعلم ، لقد اختفيت لمدة طويلة جدا انتم تعلمون الوضع جيدا ، نعم هو كذلك

سيكون هذا البث الاخير كما ان جميع اعمالي على المدونة ستتوقف ، بمعنى لا قصص جديدة ولا فصول جديدة ايضا , اعلم انكم منزعجون جدا و ترغبون بشدة في ركل مؤخرتي لكن شاشة الهاتف تعيقكم  ، نجوت !

آه ، قبل ان انسى قد اغلق البث في اي لحظة في حال سمعت خطوات الوحش تقترب من الغرفة الى ذلك الحين لنتحدث بنبرة منخفضة كي لا أكشف ، حسنا ..

استيقظ عادت كأي طالب جامعي منحوس على صراخ ذلك الاحمق شقيقي يبحث عن سرواله الداخلي البرتقالي من العصور الوسطى  و اختلاطه ببكاء  ديمي شقيقتي الصغرى تندب حظها و تشكو الكلب لأمي كونه حطم احمر الشفاه خاصتها الذي سلبها مصروف الشهر كله ، لكن ذلك لم يعق نومي لانني و بكل بساطة معتادة على تجاهل تلك الضوضاء و العودة للنوم ما اعتبره انتصار على المؤثرات الخارجية المعيقة لعبادتي ، ألا وهي النوم ،  لكن وكما يوجد جانب خير هناك  دائما جانب شرير يحرص بشدة على اتلاف الوضع بشتى الطرق و الوسائل وقد يكون حذاءً رياضيا يستقر على جبهتي تليه صرخة كتلك التي توقض رجال الثكنة صباحًا

" استيقظِ  جي جي"

لما علي في كل مرة ان اسمع هذا الصراخ ؟ ألا يرتاح المرء في نومه ولو لمرة !

" استيقظ قبل ان تدخل ديمي المرحاض ام انك تريدين قضاء حاجتك في الحافلة ؟! "

_" امي هيا فقط القليل بعد انا .."

_ " ديمي تقول شقيقتك ان بامكانك دخول المرحاض  "

مهلا لحظة هذا ليس حلما  عليَّ النهوض ، المرحاض ،  من خطط لوضعه هناك ؟ ، انه بعيد جدًا ، عليكِ الان ان تخوضِ هذا السباق للوصول الى القمة بغض النظر عن الثلوج و الرياح العاتية ، انا حقا فاشلة في التحكم بغريزة النوم خاصتي ، كما انني فاشلة ايضا في ايجاد حل لتلك الكدمات اسفل ضهري جراء الدفع المستمر من قبل والدتي ، يبدو انني لم اخبركم بعد ان من هواياتها المصارعة انا لا امانع ممارسة هواياتها "لكن ليس علي أنا !"

لقد سقطت بالفعل من على السرير لتحتضنني الارض برقة ، لقد حاولت بالفعل العودة  لكنها سحبت البطانية مني بالفعل و بالتالي لا مفر لا اصدق انني سأقولها ..

"لقد هزمت !"

_قد يحالف الشر بعض الحظ لكن الخير ينتصر دائما_

" توقفي عن تخيلاتك الدرامية و اسرعي الى الحمام قبل ان يسبقك مان اليه "

" لا ، لا .. مان !" الرجل يعتقد ان الحمام  برنامج غنائي عالمي و انه فنان تعشقه الجماهير، افكر في بعض الاحيان انه مختل عقلي بالفعل لكنني أعدل عن ذلك عندما اراه يتعامل برُقَي مع حبيبته

بعد التفكير في الامر ، حبيبته ايضا ليست بتلك السذاجة و البلاهة ،  لكنه يستحق

كان علي ان لا اتناول تلك المعكرونة الحارة ابدا، لقد اعدت بالفعل لأهل الجحيم ، اعني نحن عدا امي لانها لا تأكل هذا النوع من الاطعمة هي رياضية في النهاية و ان لم تحافظ على لياقتها فمن سيفعل ؟! اعني لست في القائمة لانني احب بالفعل تناول الاطعمة الحارة لكن لا بأس

بعد صراع دام نصف ساعة أتوسل فيها شقيقي الارعن دخلت اخيرا الى الحمام دون ان انسى ربع ساعة التي بقيت اراقب فيها ديمي وهي تخاطب انعكاسها على المرآة  ، لا عليكم ، امور كهذه تحدث في منزلنا المتواضع كما ان المسكينة تحلم بفارس احلامها و حصانه الابيض وهي لا تعلم انه بدل الحصان يأتيها حمار آدمي معدل الجينات  كذلك الذي تواعده حاليا " ديفيد " أوسخ و اقذر شخص عرفته البشرية لا حاجة للحديث عنه الان لانني اريد لهذا اليوم ان يكون عاديا

المهم لنعد الى روتيني الفاخر ، استطعت بعد عناء طويل ان اصل الى مرش الحمام ، أخيراً ،  لقد اعتقدت انني سأذهب الى الجامعة دون استحمام ،  لكن ذلك لم يحدث ،  انا جد ممتنة ، اتجهت نحو ساحة المعركة ، حيث من يضع يده على الشيء يفوز به ، نعم انه الفطور يا سادة و من حسن حظي انني الاولى على طاولة الفطور ، ان هذا لأمر مفرح !
لا تتعجبوا فأنا اعاني بالفعل في كل مرة انزل فيها لتناول الفطورعلى امل ان اجدهم ينتظرونني  بابتسامة ، لكن لا ، كل ما يحدث هو انه ينتهي بي الامر اتناول حبة التفاح الاخيرة في السلة بينما اركض نحو الحافلة ،  لكن الوضع مختلف اليوم ،  لقد سبقت الجميع لست بحاجة للتبرج او اختيار ملابس تلائم موعدا غراميا لشخص عاطل عن العمل منذ خمسة اشهر من تخرجه بل اكتفي فقط بجعل شعري مرتبا و ملابسي كذلك ايضا ، مهلا لحظة هل هذه انا التي تتكلم ،انا لا اجد الوقت لذلك  لأنني دائما ما أتأخر بسبب هاذين القادمين نحوي ..

" جي جي ، أرى انك استطعت اللحاق بقطار المربى و الخبز ؟ "

من سمح لهذا بالحديث من الاساس ، مهلا لحظة !

" مربى ، خبز، لماذا اين الاطباق الجانبية اين البيض و اللحم المقدد ، البازلاء ، التوفو ؟ لماذا احصل في كل مرة اصل فيها الاولى على الخبز و المربى؟! "

قلت مخاطبتا امي على امل ان لا يكون ما قاله العاطل عن العمل  صحيحا ، لكن الصدمة كانت اعظم فور وَضَعها لسلة الخبز و مرطبان المربى

فليوقضني أحدكم من هذا الكابوس ، مربى المشمش ايضا

" أمي .."

"جي جي لا اعذار كله بسببك من الأساس قلت بالامس انك ستذهبين للتسوق لكنك لم تفعلِ لذا لا يحق لك الحديث اليوم ، واضح "

_الانسحاب بشرف ، الى جميع القوات جي جي ستنسحب حول !_

كان علي الذهاب للتسوق امس هي لن تترك الامر على حاله و ستظل تسمعني اسطوانتها من عصر الديناصورات و كيف انني مهملة وشخص لا يعتمد عليه و غير مسؤول وما شابه ذلك ، لا اعتقد ان الوضع سيسوء اكثر ، أليس كذلك ؟

انتشلت من تلك السلة تفاحة قبل ان اغادر المنزل على تمنياتهم لي بالتوفيق و الحظ الجيد ، اين الحظ يا سادة انا لا اراه ؟ ليتصل به احدكم و يخبره بأنني اسفة ولن ألعنه مجددا

الى حين يستجيب الحظ لندائي علي ان اتجه الى الجامعة سيرا على الاقدام لأن الحافلة انطلق كالسهم و لم استطع اللحاق بها هذه المرة أيضا

بعد مسير حوالي النصف ساعة الى جبال الهملايا اقصد الجامعة مرورا بالزوابع الرملية و الامطار الغزيرة و البصق الذي لم يفارقني طوال الطريق وصلت الى البوابة الرئيسية ، النعيم لكن داخلها جحيم ، حيث تتوافد اسراب النمل من كل جانب  و تتعالى الصرخات و القهقهة  و الروائح الغريبة يختلط بعضها بعضا مشكلتا نوعا نادرا من الروائح الذي قد يبقيك طريح الفراش الى اجل غير معلوم هذا ان كنت جديدا لكن هذا لا يستثني القدامى لأنني و بدل ان اتجه للمدرج صباحا اتجه للمرحاض لأفرغ ما اجتهدت في تحصيله من اطعمة و مرطبات ذهبت مهب الريح

بعد المرور بجماعة توقف الطريق ليست صالحة لامثالك بسلام و التي تكون عادة متسمرة امام الباب الفرعي وهن جماعة مفترسة تصطاد الرجال بمهارة ، لا اعلم كيف تفعلن ذلك لكنني سأتواصل معهن في حال مللت من حياة العزباء هذه ، علي ان امر برواق الكلية حيث كل شيء ممكن و مسموح به ، قد تقع عيناك على منظر مقزز مثل هذا الذي اراقبه الآن ، كل ما عليك فعله هو غض النظر و الاتجاه الى المدرج حيث الفائدة
"امم .. حسنا ، ليس للجميع !"

قد تواجهكم بعض المصاعب و البكتيريا ان صح التعبير كتلك الواقفة خلفي الآن تحدق بي

" جي جي  بنجامين "

نعم يا سادة البكتيريا في هذه الجامعة تتحدث لكن المشكلة هي انها لا تتوقف عن الكلام ابدا ، ولكي تتمكن من اسكاتها عليك ان تكون خبيرا مثلي طبعا

" جينيفر نورمان "

" اوه جي جي تهانيّ على ما حققه نادي الفنون خاصتك " قالت بتملق

" شكرا لك ، تهاني لكي ايضا و اخيرا  حصلتي على ليلة مثيرة مع الشخص الذي تريدين السؤال عنه "

قُلت ثم اضفت :
" اوه ، هل كانت تلك مرتك الاولى ، طبعا لا تلك كانت في حفل الخريجين من الثانوية عندما قمتي فيها بالتبرع بعذريتك لصالح احد الفقراء ، هل انا على حق ؟"

لقد وصل بالفعل غضبها حد الذروة ، خصوصا بعد ان تحدثت بنبرة مسموعة ، الكل يعلم ذلك من الأساس ، كانت على وشك صفعي لكن شيء ما منعها ..

تلك الضوضاء  في الخارج جعلتها تتراجع عن ما كانت على وشك القيام به

نعم انه هو  بطل تنس الطاولة و صاحب النادي شخصيا ، الشخصية الاكثر جاذبية بالنسبة للأغلبية ،  لست منهم ، ربما لانني شهدت على هذا الفتى و هو يغير الحفاضات ، سيداتي و سادتي اقدم لكم
" هاك " صاحب العضلات المفتولة و الوجه الوسيم آسر قلوب الفتيات و الفتية ايضا ، الشخص الغير مسؤول و صاحب الاكاذيب التي لا تنتهي
" جي جي "
دون ان ننسى نبرة الصوت و تلك الابتسامة البلهاء ، لما يناديني هذا المختل الآن ؟
إلتفتِ جي جي ، اعلم انه صعب فقط إفعل ذلك ..

" مستحيل و لا و ابداً و اطلاقًا و كل صيغ النفي "

" ما الذي تقولينه ، انا لن اطلب شيء ، انا هنا لإلقاء التحية فقط " يال برائته ! هل يجب علي ان اقول هذا ؟ كنت سأفعل لو انني لا اعرفه ، لكنني اعرف هذا المحتال لسبع سنوات احفظ تصرفاته و تحركاته جيدا
" ليس ذنبي انني اجد صعوبة في تصديقك "
" بل صدقي جي جي لقد تغيرت ، اذا ألن نعانق بعضنا ؟"

قد تشرق الشمس من المغرب و تنقلب الارض سماءً و السماء ارضا لكن هذا الكائن الحي لا يتغير , الفتى أحمق بإمتياز ، وغد حقير ، خبيث .. " بسببك يا صاحب الحواجب الغليضة تناولت الخبز و مربى المشمش على الفطور بينما كنت انت تتسلى مع صاحبة المؤخرة البارزة التي لا تتركني وشأني ابداً بأسئلتها  ، اين  هاك ؟ هل سيأتي اليوم ؟ لا اعلم من منّا ينام على سريرك عاريا أنا ام هي ، و الآن تطلب عناقا ، يفضل ان تبتعد عن طريقي و الا سأضع حدا لأحلامك الزوجية المستقبلية هذا أن كانت موجودة من الأساس ، انتهى !"

اشعر بالأسف على انفاسي التي اهدرتها ، هذا الشخص جدار طوب لا يتأثر بكلام الناس ، كنت اعتقد انني ان درست التاريخ لن تتاح لي فرصة لقائه ابدا لكن لا ، الرجل اصبح من طلبة تخصص التاريخ فجأة و انتهى بي الامر اتصارع معه شفهيًّا كل صباح و مساء في اي لحظة تقع فيها عيناي عليه ، و هو كالجدار لا يتزحزح
" اذهب و احضر لي عصيرا "
قلت و بلكاد استطعت استرجاع انفاسي ، رمقت تلك الواقفة بجانبه وقد غزت أمارات التعجب محياها ، ماذا ؟ ليس وكأنها تراني أشاجره للمرة الاولى
" ماذا ؟"

"قلت احضر لي شرابا قبل ان ينفذ صبري , ألا ترى انني  احاول   الحفاظ على الابتسامة لأطول فترة ممكنة ، هيا أسرع !"

ما المثير في كتلة الغباء و اللامسؤولية ، عقله تبخر ، انا حتى لا اعلم لماذا يصر على مصاحبتي من بين الآلاف ، انا لا اكره ذلك  لكنه يزعجني .

لقد اعتقدت انه وبعد انفصالنا لن ارى وجهه المشدود أبدا ، اعلم لقد واعدت هذا الاخرق في مرحلة ما من حياتي ، كلنا نرتكب الاخطاء ، احاول نسيان ذلك ، كنت خرقاء بالفعل  ، لكن علي أن اعترف بأنه رغم ازعاجه المستمر و نظراته المنحرفة و طريقة كلامه الا انه شخص جيد في النهاية كما انه يلقي نكات جيدة
لقد انصرف بالفعل وتلك الملتصقة بذيله ، راقبتهما وهما يختفيان في آخر الرواق ثم اتخذت احد الكراسي للجلوس و الانتظار ..

"انا حقا لا افهم ؟ لما تسمح لها بإهانتك والصراخ في وجهك في كل مرة ؟"
قالت جينيفر بإنزعاج واضح ، احاطت ذراعها حول خاصته ثم أضافت بعد أن لاحضت شروده
"انها لفضاضة !"
ضحك هاك بخفة ثم قال متسائلا  :
"من تقصدين ، جي جي ؟!"

"حتى انك تبتسم في كل مرة يذكر فيها اسمها ايضا .."

اشاحت نظرها ثم اضافت بعد أن نفخت خديها "انا أشعر بالغيرة ، حقا "

لحضتها توقف هاك عن السير ، رمق الشقراء بجواره رافعا حاجبيه بإستغراب ثم قال بنبرة ساخرة :
" انت ، تغارين .. من جي جي !؟" لينفجر بعدها ضاحكا
"توقفِ عن التفوه بالهراء ولنسرع لاحضار العصير .."

"أنظر الى نفسك  .. انت لا ترفض اي من طلباتها ، تعاملك كالعبد وانت تواصل مجاراتها "

نظر هاك إليها بجدية ثم قال واضعا يديه فوق  كتفيها :
"جينيفر ، العلاقة بيني وجي جي تختلف تماما عن علاقتي معك ، كما انه لا يوجد شيء مريب بيننا ، لذا اعتقد بأنه لا حاجة لتضخيم الامور عزيزتي "

رمقته بعبوس  ثم قالت : "حسنا "

"أتعلمين ، تبدين جميلة عندما تصنعين هذه التعابير "

"حقا ..؟!"
اومئ برأسه مبتسما يقرص بيديه خديها المكتنزين قبل أن يطبع قبلة على احدها  ثم يكمل المسير



انا انتظر ، لا زلت افعل ذلك
" لماذا تأخر هكذا ؟!"
لقد بدأت أشعر بالغضب و الانزعاج الشديد ، أيعقل انه نسي أمري تماما كما يفعل عادة ؟
استقمت واقفة ثم اتجهت الى كافيتيريا الجامعة
" لا اصدق !"

بالنسبة لما قلته عن كونه جيدا انا اسحب كلامي ، بدل ذلك علي ان احرص على تخريب وجهه لانني الآن ارى ما اراه عادت لكن الوضع مختلف ، جي جي اهدئي فقط خذي نفسا عميقا و ..
"سأقتله ! "
" هاك ايها الوغد ، اين شرابي !"

انظار الجميع توجهت نحوي ، صَرخَتِ كانت كفيلة بجعل رواد الكافتيريا ينظرون إلي ، اعتقدت انهم اعتادوا على الوضع بالفعل ، إلتفتَ اخيرا ، لقد كان واقفا و جينيفر و ..

" تبا ، ديفيد ويلسون "

لا اصدق ، سيكون هذا اليوم ثقيلا جدا ، أساسا لم يكن ينقصني سواه

" جي جي !؟ انها انتِ حقا "

يا ليتني لم اكن أنا 

" مرحبا ، وداعا !"

تخطيت ثلاثتهم متجاهلة ،  لست مستعدة للحديث معهم ، بالاخص ديفيد ، رمقت هاك بنظرة ملتهبة ثم مررت اصبعي الابهام على عنقِ مهددة ، سأركل مؤخرته لا محالة ، سحبت علبة العصير من يده ثم عدت أدراجي 

تلك الضوضاء التي افتعلها الطلبة داخل المدرج اصبحت جزءًا من يومي ، فور دخول الاستاذ المحاضر الى القاعة التزم الجميع الصمت

" جي جي بنجامين "

ماذا ؟! لماذا يناديني الاستاذ فجأة ، لا انكر انني شعرت بالخوف و القلق ما الذي ..

" نعم ! "

تشجعت اخيرا ، نضفت حلقي ثم اجبت
رمقني الاستاذ بنظرة حازمة ، انا لم ارتكب خطأ أليس كذلك ؟! جي جي راجعِ نفسك
" انت لم تحضري عملك الذي كلفتكم به "
" عفوا ؟! عمل "
"لقد خصصت حصة اضافية وزعت فيها على زملائكِ اعمالا ، انت لم تحضرِ ، لماذا ؟!"
ما الذي يقوله ؟ حصة اضافية ، اعمال
نظرت الى هاك مقطبة حاجبي بغير فهم ، همست :
"  هل ما يقوله صحيح ؟"
ليرد هو الآخر
" لا اعلم "

" هاك ، ينطبق عليك السؤال ايضا ، اين كنت ؟"

قاطع الاستاذ حديثنا مخاطبا هاك الذي بدا متفاجئ مثلي ، تورطنا ، قد نرسب أن لم ننجز اعمالنا
تنهد الاستاذ بيأس ، لم  يجد سوى الصمت جوابًا ثم قال :

" انتما الإثنان تواصلا معي بعد نهاية المحاضرة ، سأكلفكما بأعمال تنجزانها "

لقد بلغ صوت جدالنا آذان الجميع

" اللعنة ، ما الذي يحدث بحق السماء ؟ "

رمقته بنظرة شك ثم زفرت و قلت :

" قل الحقيقة ، هل كان لديك علم بالامر ، انا احذرك لا تكذب "

" حقا جي جي هل انت جادة ؟حتى ان كان كلامك صحيحا لما قد اورط نفسي ايضا ، هل فكرت في ذلك ؟"

اكره قول هذا لكن ، معه حق

كله بسببك لو لم نغادر ذلك اليوم لما وقعنا في هذه المشكلة ، ان لم يكلفنا بعمل ما علينا ان نجد مكانا نختبئ فيه ، انا متأكدة ان امي لن ترحمني ابدا تبا  "
كنا ننتظر بيأس داخل قاعة الاستراحة الخاصة بالاساتذة ظهور طريدتنا ، اخيرا

" بما انكما تخلفتما عن الموعد المحدد للتسليم سيكون عليكما انهاء عرضكما في غضون ثلاثة
ايام "
ما الذي قاله للتو ؟ ث-ثلاثة ايام !
تبادلت وهاك نظرات الصدمة ، انتهى أمرنا !
" ثلاثة ايام ، لكن استاذ - "
" لا يسمح لك بالاعتراض جي جي ، عليك تحمل مسؤولية اخطائك و استهتارك "

تنهد هاك بيأس ثم قال مستفسرا :

" ما عنوان عرضنا اذا ؟ "
لحظتها سحب الاستاذ من حقيبته كتابا ثم قال :
احرصا على قراءة هذا الكتاب جيدا و تقديم دراسة شاملة عنه "

اعتدل في جلسته ثم أضاف

كما انني سأطرح عليكما بعض الاسئلة حول مضمونه ، واضح ؟ "




كانت تمسك برأسها تحدق في الكتاب بشرود و دون حراك ، نداء والدتها المتكرر لم يتمكن من اخراجها من دوامة افكارها الى ان ..

جي جي ، لماذا لا تردين على ندائي "

 انفجرت تتأوه متألمة تتفحص مؤخرة رأسها بيديها

" امي ، هذا مؤلم "

ارتدت الام فردة حذائها التي استعملتها قبل لحظات كسلاح ثم قالت

" لقد اتصل هاك قبل قليل و قال بأنه سيمر لاصطحابك "

اشارت باصبعها السبابة نحوها ثم ردت باستغراب

" اصطحابي؟ "

" ألم تتفقا على الذهاب الى مكان ما او شيء من هذا القبيل "

مطلقا " نفت برأسها
ما الذي يريده مني الآن ؟
حاولت استحضار ما مرت به صباح  اليوم لعلها تجد ما ينفعلها ..
لقد انفصلنا بعد استلام عنوان بحثنا ولم نرى بعضنا البعض في الحصص الاخرى
صوت بوق السيارة العالي استهجنته اذناها ما جعلها تنتفض بسرعة وتتجه نحو النافذة لتفقد الامر
من ابن العاهرة هذا الذ- ، هاك !
" ما الذي تفعله و اللعنة ..! "
صرخت بحدة بعد أن بصقت ما تبقى من جملتها القذرة ، حركت رأسها ترمقه من الاعلى بنظراتها المستغربة و المستفهمة
" هل يمكنك النزول للحظة ؟ "
اشارت بأصبعها السبابة نحوها تحرك شفتيها : " انا ! " ثم اشارت الى بقعة تواجده و أضافت : " آتي اليك ؟! "

أومئ هاك برأسه
الشيء الوحيد الذي انا متأكدة منه الآن هو أن مصيبة حدثت
" هل قتلت شخصا ما ؟! "
" اوه ! بربك جي جي ، انزلي "

تنهدت بيأس ثم طلبت منه أن ينتظر للحظة ، ارتدت سترتها الجلدية و حذائها ثم نزلت السلالم تتأفف بضجر، عند وصولها للباب سحبت نفسا طويلا ثم زفرته

ادارت مقبض الباب ثم

" رافقيني الى مدينة الملاهي "

ماذا ؟

تصلبت في مكانها ، كان عرضه مفاجئا و غير متوقع

في هذا الوقت المتأخر من المساء

" م-ماذا قلت ؟ مدينة الملاهي ، ما الذي سنفعله هناك ؟! "

ما خطب هذه التعابير ؟ النظرة الحزينة و الابتسامة السطحية المتذبذبة ، هاك لم يكن يوما هكذا ، ايعقل انه ..

" هل حدث شـ .."

هو حتى لم يكلف نفسه عناء الاستماع اليها ، سحبها من معصمها ثم ساعدها على ركوب السيارة غير مبال باعتراضاتها عن مدى كون تصرف المختطفين هذا غير المبرر مزعج جدا و مربك ايضا

انا متأكدة من ان هناك خطبا ما به ؟


تعليقات